الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا
امابعد
فهذه خواطر طيبة اقدمها للقراء الكرام من باب قول عبد الله ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ اني لأمر بالآية فأفهمها فأتمنى ان جميع الناس قد فهموها
ان الناظر في طلب العلم والاشتغال بمسائله يكسب في الطالب ملكة علمية قوية وهذه الملكة تقوى بمرور الزمن وتتاصل في نفسية طالب العلم دربة وهذة الدربة تكتسب بالمجاهدة والترويض كما قال ربنا :"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
فمجاهده النفس وحملها الى مبتغى كمالها مطلب عزيز من اجله تنافس المتنافسون فلابد من اخراج النفس الى غاية الكمال كما قال ابن الجوزي:ينبغي للعاقل ان ينتهي الى غاية ما يمكنه فلو كان يتصور للادمي صعود السموات لرايت من اقبح النقائص رضاه بالارض ولو كانت النبوة تخصل بالاجتهاد لرايت المقصر في تحصيلها حضيض ولكن السيرة الجميلة عند الحكماء خروج النفس الى غاية كمالها"
فعلو الهمة والنهمة في طلب العلم ممايساعد على تنظيف الوقت من الرعونات والافكار الدنئة والخواطر الخسيسة ؛لأن مباحثتك في العلم وجعل الشغل الشاغل هوالعلم ،وتحصيله يقوي القوة المفكرة في العقل وينميها ختى تنموا شيئا فشيئا الى ما شاء الله ،واذا ما اردت ان تنمي هذه القوة المفكرة فعليك باصلاح خواطرك وافكارك،
قال ابن القيم رحمه الله كما في الفوائد: "مبدأ كل علم نظري، وعمل اختياري هو اصلاح الخواطر والافكار" واصلاح الخواطر والافكارموجب لاصلاح الوقت وتنظيفه لان كسب العلم هو راحة نفسية اوقوة نفسية
كماقال ابن الجوزي في صيد الخاطر"الذكاء هوقوة نفسية مهيأة لاكتساب العلوم والاراء وهذه الراحة النفسية تبعث فيك قوة الخاطرة والفكرة وهذا هو السر في القوة العلمية لشيخي الاسلام ابن تيمية وخريجه ابن القيم حيث يقولا او يقول احدهما وهذه المسالة من خمسين وجها
وهذه فائدته مئة فائدة والسر في هذا هو الفتح الرباني ومعالجتهم لخواطرهم وافكار فباصلاح الفكرة والخاطرة يسهل عليك طلب العلم وكسبه ،حاول انك تقلب هذه الافكار والخواطر افكارا وخواطر طيبة لك لاعليك
واحذر ياطالب العلم من معوقات الطلب فانها تشتت وقتك وتصرفك عن كسب العلم وتحصيله رتب وقتك واعط لكل ذي حق حقه واضرب من كل غنيمة بسهم فنحب ان نراك مصليا اومعلما اوذاكراوطالبا اوصاما وجعل شغلك الشاغل هو العلم كماقال المتنبي
بقدر الكد تنل المعالي& ومن طلب العلى سهر الليالي
ومن طلب العلا من غيركد& اضاع العمر في طلب المحالي
ومن تأمل سيرة السلف في تنظيف اوقاتهم يرى العجب العجاب ،فكان ابن عقيل كما ذكر ابن الجوزي عنه كان دائم التشاغل بالعلمه فقال عن نفسه اني لايحل لي ان اضيع ساعة منعمري حتى اذا تعطل لساني عن مذاكرة
وبصري عن مطالعة اعملت فكري في حالة راحتي وانا مستطرح فلا انهض الا وقد خطر لي ما اسطره
وذكر في ترجمة الامام احمدقال عنه تلميذه صحبت احمد ابن خنبل ليلا ونهارا بردا وحرا صيفا وشتاء فما لقيته لقاة الا وجدت يومه افضل من امسه،ومن عجيب ماقرات لابن القيم في روضة المحبين قال
وحدثني شيخناـــ ابن تيمية ــــ قال ابتدأني مرض فقال لي الطبيب إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض فقلت له لا أصبر على ذلك وأنا أحاكمك إلى علمك أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض فقال بلى فقلت له فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة فقال هذا خارج عن علاجنا
تشبهوا ان لم تكونوا مثلهم &ان التشبه بالقوم الكرام فلاح
لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب
والله المستعان وعليه التكلان