هاجم دعاة السلفية في الجزائر تصريحات المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية، محمد عيسى، الذي وصفهم فيه إلى جانب كل من الشيعة والقاديانية بـ"الاجتياح الأجنبي للجزائر عن طريق الفضائيات"، فتعجّب الشيخ كمال قمازي في اتًّصال له مع "الشروق" من هذا التصريح "الخاطئ، سواء من الناحية العلمية أو التاريخية"، ذلك أنّ المنهج السلفي هو منهج الكتاب والسنة على فهم سلف الأمّة وهو ليس وليد اللحظة في الجزائر بل كتابات رجال الجمعية، حسب قوله، كالشيخ ابن باديس والإبراهيمي كلّها سلفية. فالسلفية على حد تعبيره هي "منهج إصلاحي رفع الغمّة والجهل عن الأمّة" وتربّى عليه في الجزائر من ترعرع عند الجمعية من المجاهدين كابن مهيدي وديدوش مراد ومحمد بوقرة وغيرهم.
كما ندد الشيخ عبد الفتّاح حمداش، في بيان تحصّلت "الشروق" على نسخة منه، بالتصريح، مؤكدا أنّ "الاجتياح الأجنبي الحقيقي الذي يعصف بالثوابت والقيم والأصالة والشرف" هو "استقبال الرئيس الفرنسي هولاند استقبال الأبطال الفاتحين في الجزائر، وفتح المجال الجوي العسكري للقوات الفرنسية لغزو الجارة مالي، والتمكين للوبي الفرنسي سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا ولسانيا في بلادنا، والترخيص لأحزاب علمانية وتروتسكية وليبيرالية، وفتح الباب واسعا للإباحية والانحلال والردة عن الإسلام، وترخيص بيع الخمور في بلادنا الجزائر"، ليذكّر بأنّ المنهج السلفي هو "منهج الإمام مالك وجمعية العلماء" وأنّ التهجّم عليه هو تهجّم على هؤلاء.
من جهته، استنكر الشيخ حسان شعبان الجزائري المقيم بالسعودية في تصريح للشروق "تسوية الشيعة والأحمدية بالسلفية والوهابية"، مؤكّدا أنّ هذا الشيء "من أعظم الجور والظلم والإساءة"، لينبّه إلى أنّه وبغض النظر عن التسمي بالسلفية فكيف يتّهم من يدعو النّاس للرجوع إلى منهج الحق بهذا الاتّهام" وهل ينكر المصرّح بهذا بأنّ جمعية العلماء المسلمين كانت سلفية"، الشيخ شعبان قال بأنّ هذه التصريحات هي "إشغال للناّس بما لا يصلح" والأولى بهؤلاء أن يتحدّثوا عن الفساد المستشري في البلاد والأفكار الهدّامة كالإلحاد والدعوة إلى التخلص من الفقر المدقع وما انجر عنه من سوء الأخلاق في بلد بترولي.
كما تحدث الشيخ ميكري مولود إمام جزائري بأحد مساجد بريطانيا لـ"الشروق" عن حديث الأخير "بإيعاز من جهات تعمل بشتى الطرق على حرب السلفيين، لأن السلفيين هم بقايا من جمعية العلماء الجزائريين، التي تخندقت مع الأمة الجزائرية في وجه المشروع التغريبي"، وأنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يتّهم فيها السلفيون بها الشيء بل سبق أن أدلى مسؤولون في الدولة بهكذا تصريحات، ليتساءل عن تهجّم الوزارة عليهم في حين ينشر "أصحاب الإيديولوجيات الكافرة، كالشيوعيين والعلمانيين وغيرهم الكفر والفساد، ولا نسمع وزارة الشؤون الدينية تتكلم، أو ترد أو تبين، لأنها مجرد آلة يستعملها النظام ضد خصومه الألداء"، مستغربا "أن هذه الوزارة ليس لها دور غير ضرب أهل الإيمان والإسلام".